كيف تصنع محتوى تسويقي في لينكدان؟
Dec 28, 2024أبسط تعريف قد تسمعه عن المحتوى التسويقي تلخّصه جملة قالها سيث غودين _عراب التسويق_: "التسويق لم يعد يقتصر على الأشياء التي تقدّمها أو تصنعها، بل على القصص التي ترويها". عندما تحكي قصّة يستطيع أن يعيشها عميلك بتحدياتها وانجازاتها وملامح شخصياتها، فأنت تقدّم محتوى تسويقي بالفعل. في هذا المقال ستكتشف كيف تصنع محتوى تسويقي يحقّق لك النمو والمبيعات في لينكدان.
كيف تعرف إن كان المحتوى الذي تشاركه يساعدك في بيع خدماتك؟
المحتوى الناجح هو محتوى يغنيك عن محاولة إقناع عميلك بشكل مباشر، ويجنّبك السعي للوصول والتواصل مع أشخاص تظنهم مؤهلين ثم تكتشف عكس ذلك. بمعنى آخر، المحتوى التسويقي يجب أن يغنيك عن الخوض في مكالمات ولقاءات طويلة لا طائل منها، لأنّك تجيب مسبقاً على جميع تساؤلات عميلك واعتراضاته في المحتوى الذي تقدّمه. العميل الذي يأتيك بعد قراءة محتواك يجب أن يكون مهتم فعلاً بالعمل معك، وقد يسألك فقط عن بعض التفاصيل الاضافية التي تخصّ حالته تحديداً ولكنّك بالمجمل قد أجبت عن أهم اعتراضاته وأسئلته. عندما يتواصل معك عميل مؤهّل وقد عزم النية مسبقاً وبنسبة كبيرة على التعاون، عندها تعرف أن المحتوى يؤدي دوره كما يجب.
كيف تكتشف أنّ المحتوى لا يؤدي الغرض المطلوب منه؟
اذا تواصل معك أشخاص لا يعرفون ما تقدّمه، يسألون عن أشياء غريبة غير متّصلة بما تشاركه عادةً، أو أنهم يبحثون عن أرخص مقدّم خدمات في السوق، أنت اذاً لا تشارك محتوى تسويقي كما يجب ولكن محتوى يجعلك مرئيّاً فقط. أما اذا كان الهدف، الوصول إلى عملاء وبيع خدمات عالية القيمة، لا يكفي أن تكون مرئيّاً، ولكن يجب أن تكون مقنع بشكل صادق (بدون ألاعيب).
كيف تصنع محتوى تسويقي مقنع في لينكدان؟
دعنا نتّفق أوّلاً على أمر غاية في الأهميّة، وهو أنّ الهدف من المحتوى التسويقي في لينكدان ليس البيع بشكل مباشر، ولكن اتخاذ إجراء معيّن يسهّل عمليّة البيع لاحقاً لطمأنة عميلك أكثر. بمعنى آخر، المحتوى هنا لبناء علاقة أساسها الثقة. البيع المباشر عن طريق المنشورات ينفع لأشياء أخرى مثل: (الانضمام إلى مجتمعات رقميّة، أو بيع كورسات أو برامج تدريبية بقيمة منخفضة أو متوسطة).
حتّى تصنع محتوى تسويقي أنت بحاجة لمخاطبة الجزء الأكبر من جمهورك المستهدف في رحلته للبحث عن الحل الذي تقدّمه. 90% من ذلك الجمهور لا يبحث دائماً عن الحل، وقد لا يعرف أصلاً أنّه يعاني من مشكلة ما، الشيء الوحيد الذي يعرفه ويعيش معه بشكل دائم هو نقاط الألم/أعراض المشكلة التي تحلها من أجله. مهمّة المحتوى التسويقي الذي تقدّمه في لينكدان هو مخاطبة نقاط الألم تلك، لزيادة الوعي بالمشكلة، بدءاً من الأسطر الأولى لكل منشور تشاركه. المنشورات التي تطرح الحلول بشكل مباشر، تتحدّث عن المشكلات بطريقة متعمّقة، أو تشارك انجازاتك وتفرّدك فيما تقدّمه، لن يرتبط معها الشريحة الأكبر من جمهورك، وبالتالي لن تدعمها الخوارزميّة لتحقّق الانتشار المطلوب.
مهمّة المحتوى الذي تنشره هو تحفيز جزء من جمهورك، القادر والمتسعد للاستثمار في حلولك، لأخذ خطوة إضافية. في تلك الخطوة أنت تعطيه المزيد من التفاصيل عن عملك، وتجيب بعمق عن أسئلته التي لا يغطّيها عادةً محتوى السوشيال ميديا (بما فيه محتوى لينكدان).
ماهي الخطوة الإضافية التي تقرّب عميلك من أخذ قرار التعامل معك؟
اختيار هذه الخطوة مبني على الطريقة التي تفضّلها أنت ويفضّلها جمهورك. قد تكون تلك الخطوة قناتك في يوتيوب حيث الفيديوهات الأكثر طولاً وتفصيلاً، وقد تكون نشرتك البريدية أو مدوّنتك أو الصفحة البيعية في موقعك الإلكتروني. في لينكدان، الخطوة التالية قد تكون زيارة حسابك، هنا يجب أن تجهّز حسابك كحساب تشغيلي وليس حساب باحث عن وظيفة. أهم ما في تلك الخطوة هو أنّك لن تشخص المرض هناك ولكن ستتحدّث عن الحلول ولماذا الحل الذي تقدّمه يعتبر حلّاً مميّزاً. مرحلة تشخيص المرض وزيادة الوعي حول المشكلة هي مهمّة المحتوى التسويقي، بمعنى: القارئ جاءك أصلاً واعي بالمشكلة، أنت هنا تريد الحديث عن الحلول لا أن تعود به خطوة للوراء.
أحياناً قد تكون تلك الخطوة منتج مجاني قيّم يحل جزء محدّد جدّا من سلسلة مشاكل يواجهها عميلك. هذا النوع من المنتجات يعزّز الثقة بك، ويرشد عميلك لاختيارك في حل بقيّة مشاكله (الحلول مدفوعة الأجر)، يسمّى هذا النوع من المنتجات القيميّة بالتسويق المغناطيسي. بدأت الخيوط بالتشابك في رأسك اليس كذلك؟ دعني أعطيك الزبدة.
الخلاصة
كيف تصنع محتوى تسويقي ناجح ومؤثّر؟ المحتوى التسويقي ناجح في لينكدان يعني محتوى يحقّق انتشاراً واسعاً، يصل إلى جمهور جديد، ويحفّزعميلك المحتمل لأخذ خطوة اضافية. أهم ما يجب أن تركّز عليه في المحتوى التسويقي هو أن تخاطب نقاط ألم جمهورك المستهدف. سواءً كنت تشارك قصص شخصيّة، اضاءات وتحديثات مهمّة عن مجالك، أو خطوات عمليّة وحلول مبسّطة. ركّز دائماً على الوصول إلى الشريحة الأوسع لجمهورك المستهدف.
يجب أن يكون لديك تصوّر مسبق عن شكل الخطوة التالية، حتّى تستطيع أن تقيّم كفاءة المحتوى الذي تشاركه. لا تترك الأمور للصدفة أو لاجتهاد عميلك، عندما يأخذ عميلك الخطوة التالية التي أردتها له، اذاً أنت حقّقت مرادك من المحتوى التسويقي. إن لم تصمّم بعد الخطوة التالية كما يجب (حسابك في لينكدان، موقعك، منتجك المجاني القيّم) هنا يجب أن تسأل نفسك: "كيف أحسّن الخطوة التالية؟"، لأن المشكلة لم تعد في المحتوى نفسه.
أسئلة شائعة:
1. هل يجب مشاركة محتوى تعليمي كذلك؟
طبعاً، على أن يكون مقدّم بشكل بسيط وعملي ومفهوم لأكبر شريحة ممكنة
تريد اختبار هذه البساطة؟ اسأل نفسك: هل سأفهم هذا المنشور لو قرأته منذ 10 سنوات؟
القدرة على التبسيط سمة الخبراء، وليست اشارة على نقص في المعرفة.
2. هل تنفع هذه الاستراتيجية لتسويق أي نوع من الخدمات؟
أكيد، لأنها تقوم على تقديم القيمة أوّلاً للعميل المستهدف
تظهر فعاليتها بشكل أكبر في التسويق للخدمات عالية القيمة High Ticket Offers
حيث تحتاج الوصول لعدد كبير من الجمهور وتحويل جزء صغير منه إلى عملاء.
3. كيف اختبر فعاليّة المحتوى التسويقي الذي اشاركه في لينكدان؟
اتابع الزيارات إلى حسابي، هل المحتوى يجذب زيارات أكثر مع الوقت؟
وهل بروفايل عميلي المستهدف يشكلّ جزء من هذه الزيارات؟ حتّى لو كان جزء ضئيل
4. كم مرة يجب مشاركة منشورات تسويقية؟
مثال: لو بشارك 4 منشورات اسبوعيّاً، ممكن جميعها تكون تسويقية، بمعنى يكون الهدف منها الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من جمهورنا المستهدف.
الاستثناء هنا هو مشاركة محتوى تعليمي متخصّص، أو تجربة عميل، أو قصّة شخصيّة غير متّصلة بما أعمل به، هذا النوع من المحتوى لا يحقّق وصول كبير عادةً إلّا للمتابعين والعلاقات من الدرجة الأولى
ويكون الهدف منه تعزيز علاقتي بجمهوري الحالي.
ما أردت إيصاله من المقال: أن كل المحتوى الذي نقدّمه قد يكون محتوى تسويقي، حتّى المحتوى الذي نقدّم من خلاله قيمة تعليمية، حتّى نصل إلى جمهور جديد كل مرّة.